محمد ناصر
0 متابع تابعني

فوائد من سورة النازعات: 1ـ إن الله تعالى له أن يُقسم بما شاء من مخلوقاته، أما الخلق فلا يجوز لهم أن يُقسموا إلا به سبحانه. 2ـ مكانة الملائكة عند ربهم. 3ـ الملائكة تختلف وظائفهم وأعمالهم، فكلٌ له عملٌ يختص به. 4 ـ شدة سكرات الموت على الكافر، والمؤمن يُخفف عنه، فهو وأن حصل له شيء من الشدة فهذه الشدة لا تُقارن بما يلاقيه الكافر المكذب. 5ـ الراجفة والطامة من أسماء يوم القيامة. 6ـ تصوير يخلع القلوب لحال الناس ذلك اليوم. 7ـ بلاغة القرآن العظيمة فالكلام ينتقل من تصوير حال الناس يوم القيامة إلى أقوال الكفار في الحياة الدنيا. 8ـ ما أشد غباء من ينكر البعث والنشور وهو يرى السماوات والأرض والجبال والنجوم. 9ـ سرعة قيام الساعة فهي تأتي بغتة. 10ـ التشويق ولفت الانتباه بطرح سؤال ليكون القلب متشوقاً لما سيأتي من الكلام. 11ـ كثرة ذكر قصة نبي الله موسى عليه السلام لما لاقاه من بني إسرائيل وصبره عليهم ليتأسى به النبي صلى الله عليه وسلم. 12ـ إثبات صفة الكلام لله تبارك وتعالى من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. 13ـ رؤية الله تعالى لا يمكن وقوعها في الحياة الدنيا وهي ثابتة يوم القيامة للمؤمنين. 14ـ على الداعي أن يتأمل أن تُتقبل دعوته، فهذا فرعون مع طغيانه وتجبره أرسل الله تعالى له رسولاً من أولي العزم من الرسل. 15ـ استخدام أسلوب الرفق واللين مع المدعوين، فهو يفتح مغاليق القلوب ويذللها. 16ـ على الداعية والمربي الاهتمام بأمر تزكية قلوب أتباعه. 17ـ الهداية نوعان، هداية توفيق وإلهام وهي خاصة لله وحده، وهداية دلالة وإرشاد وهي للأنبياء والمصلحين والعلماء والدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. 18ـ الغاية من الهداية هي الحصول على خشية الله تعالى. 19ـ تأييد الله تعالى لرسله بالآيات والمعجزات للدلالة على صدق رسالتهم وأنهم مرسلون من عند الله. 20ـ بعض المكذبين مهما رأوا من الآيات والمعجزات فقلوبهم لا تقبل الحق، بل يعادون أولياء الله ويصدونهم عن السبيل. 21ـ استخفاف العقول أسلوب اتبعه فرعون وكذا غيره من الطواغيت. 22ـ جعل الله فرعون عبرة للمعتبرين، فالسعيد من وُعظ بغيره، وليحذر كل متكبر طاغية من سخط الله وأليم عقابه. 23ـ امتنان الله تعالى على خلقه بتعاقب الليل والنهار وخلق السموات والأرض وإرساء الجبال الرواسي. 24ـ خلق الله تبارك وتعالى الأرض ثم خلق السموات. 25ـ الدنيا مزرعة للأخرة، فمن زرع الخير هنا حصد هناك الخير الوفير والنعم التي لا تُحصى، ومن آثر شهوته على مرضاة ربه خسر خسراناً مبيناً. 26ـ فضيلة عبادة الخوف من الله تعالى، فهي تمنع العبد وتحجزه عن فعل المعاصي والآثام. 27ـ اتباع الهوى داءٌ عضال، فليسأل المؤمن ربه أن يجعل هواه موافقاً لما يحبه الله ويرضاه. 28ـ استأثر الله تبارك وتعالى بوقت قيام الساعة، فلا يعلمها لا نبي مرسل ولا ملك مقرب.

الاعجاز العلمي في سورة النازعات: ـ تدحض هذه الآيات بأبلغ الكلمات والعبارات وبأدق الأدلة العلمية والعقلانية حجج من ينكرون قدرة الله الحق على إعادة نشأة الإنسان، هؤلاء الذين يجادلون بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. ـ يذكرالحق مقارنة بين إنشاء هذا المخلوق الضعيف أو شدة نشأته مع نشأة هذا الكون المتسع الفسيح. ـ تبدأ الآيات بسؤال يوجهه الخالق إلى من ينكرون قدرة الخالق على نشأتهم مرة أخرى، باستفهام يثير الفكر ويختبر المعلومة ويطرح المشكلة فى الإطار الذي لا مرد له ولا قدرة على إنكاره. ـ يأتي الله جل جلاله بالمعلومة الصادقة والمنطق العلمي والعقلاني الحق ليدحض كل حجج الكافرين . ـ تعقد الآيات مقارنة بين القدرة المطلوبة لإعادة هذا المنشأ الآدمي بشدته المحدودة، والقدرة التي أنشأت وسخرت هذا الكون الفسيح كي يحيا ويستمتع فيه الإنسان. ـ هذه الأرض التي يحيا عليهـا كل هؤلاء البشر ببحارها ومحيطاتها و جبالها وقاراتهـا مجرد حبة رمل فى صحراء كبرى قياسا بحجم الأرض بالنسبة للسماء... من أشد خلقـا وأكبر حجمـا و أعظم بنيانا. ـ يضع الخالق أمامنا هذه الحقيقة القاطعة، إن هذه السماء التي نراها أشد خلقـا هو وحده الذي وضع لبناتهـا و نظم بنيانهـا بأمره بكلمة واحدة واضحة . ـ حتى لا تتيه العقول ولا تنحرف الأفكـار فى نظريات... يعلن الحق أنه هو الذي خلقهـا من العدم و وزع لبناتهـا فى الكون بكل الدقة والانتظام فجاء بنيانها شديداً متراصاً بانتظام لا يتغير و لا يتبدل... ـ إن الله هو الذي زاد ومد ورفع سمك هذه السماء أو عرضهـا بقدرته و حكمته و أمره... ـ لم يحفظ لسمائنا هذا الاستقرار والكمال بالرغم من اتساعها و امتدادها إلا أن الخالق غمرها برحمته و حكمته و قدرته... .. فسواهـا... فسواهـا.يحفظ لسمائنا هذه الأمن فى أرجـائهـا والاستواء فى أركانهـا بالرغم من لانهائيتها إلا أن الله غمرهـا بعدله وسننه ولطفه... فسواهـا ... ـ أغطش ليلهـا... أي أظلم ليلهـا وغطى وأغطش كل ما يمكن أن يبدد هذه الظلمة... كما نضع الستائر فوق النوافذ لتحول وصول الضوء إلى أعيننا.. ـ كذلك أبعد الله عن الأرض النجوم الأخرى لتحول وصول ضوئهـا الكاسح إلينا وكي لا تبدد ظلمة ليلنـا، و حتى تكون لنا سماءً خاصة بنـا ننعم فيهـا بسكوننا و هدوءنا و نومنا. ـ هكذا بقدرة الله وحكمته وعظمته ولطفه ومحبته ومودته أبعد عنا هذه النجوم أو الشموس الأخرى بأشعتهـا و ضيائهـا و لم يبقى لنـا غير شمسا أو منبعا واحدا للدفء والطاقة والضياء... مصدر واحد أخرجه الله من هذه البلايين من الشموس التي أبعدهـا... أخرجه و أوجده لنا الخالق كي ننعم بالضياء ساعات الضحى... ـ النظريات العلمية وجدت حقا أن السموات أقدم من الأرض و أن شمسنا نجم حديث السن بالنسبة لباقي النجوم التي نراهـا فى السماء... و أن خلق أرضنـا جاء بعد خلق الشمس كما توحي به تسلسل هذه الآيات ... ـ تنص الآية الكريمة فى كلمة دحاهـا... أي صورهـا على شكل دحيـة أو بيضة... كما وجدوا أن هذه الكلمة كما عبرت عن شكل الأرض، فإنهـا تعبر أيضـا عن حركة الأرض فى دحوهـا حول نفسهـا و حول الشمس، كي يتعاقب الليل و النهـار و تتعاقب فصول السنة... حيث تبدو الأرض لمن يراهـا من مكان بعيد أن الخالق قد دفعهـا فى السماء لتدور حول نفسها و فى مسار بيضاوي حول الشمس و جعلهـا فى حركتهـا تتدحرج كما تتدحرج البيضة إذا دحيت على الأرض... ـ من كان يدرى أن المـاء لا يأتي من خـارج الأرض و لكن من داخلهـا... لم يكتشف العلم هذه الحقيقة إلا فى عصرنـا الحديث... ـ أخرج منهـا ماءهـا و مرعاهـا.... أن الخالق هو الذي أعد لهذا الخروج أسبابه ومقوماته... أو هل يتصور أبلهـا أن هناك طبيعة بهذا العقل والرشاد بدون إله واحد أحد وقدرة فائقة خططت و أملحت وخزنت وأخرجت. ـ إخراج المرعى تاليا لإخراج الماء... فالمـاء سبباً فى خروج المرعى أو النبات الذي تحيا عليه أنعامنا و نحيا نحن به و لا حياة على الأرض من دونه... فهو الذي يدخل فى صنع الغذاء الذي به ننمو و نتحرك و نحيا... ـ كيف أخرج الخالق لنـا المرعى من هذه الأرض فسنجد أنه كما احتفظ لنا بمخزون من الماء احتفظ لنا أيضا فى الأرض بمخزون هائل من العناصر الأولية و من المعادن و الأملاح التي لا تنضب و تتجدد دائما فى دورات محكمة التدبير و الحساب... كي تمد النبات بما يحتاجه لصناعة الغذاء لكل الأحياء على الأرض. ـ إن فى طبقة الهواء الذي يحيط بالكرة الأرضية غاز النيتروجين ويمثل أيضا عنصرا رئيسيا فى تكوين غذاء النبات ويصل إلى النبات من خلال مياه الأمطار التي تذيبه بداخلهـا عند سقوطهـا من السمـاء... و تستكمل العناصر التي تشكل مرعاهـا أثناء عملية التمثيل الضوئي كي يعد لنـا النبات الطاقة المطلوبة لحركتنا بما يختزنه من ضحاها أي من طاقة الشمس أثناء هذه العملية . ـ إن الجبال أتى خلقهـا الله بهذا الشموخ و الارتفاع لهـا جذورا تمتد فى الأرض بقدر ارتفاعهـا عشرات المرات فتشكل مع الجبال أوتادا تتماسك عندهـا و بهـا القشرة الأرضية المغلفة للأرض عند بعد ثابت عن مركز الأرض... ـ إنه سبحانه و تعالى أعد بناء هذه السماء التي أغطش ليلهـا و أخرج ضحاهـا ثم أعد هذه الأرض التي أحكم خلقهـا و حركتهـا و أودع فيهـا أرزاقهـا من ماء و مرعى، ثم أرسى الحياة عليـها بكل عظمة و اقتدار بأدق الموازين و أحكم المقاييس، كل هذا جاء نعمة و فضلا للإنسان كي ينعم بنعمة الحياة هو و من يساعده من النعم الأخرى أو الأنعام على الأرض بحياة مستقرة و مستدامة و كريمة... أي فضل هذا و أي عظمة و أي كرم هذا من إله كريم ذو فضل عظيم.. ـ كل هذا التوافق و الانسجام الذي انضبطت به أبعاد السماء و الشمس و الأرض و حركاتهم و نبضاتهم مع نبضات الإنسان و أبعاده و حركاته و متطلباته من طاقة و ماء و غذاء و هواء و جاذبية و ضغط و درجة حرارة و نوم و يقظة و نشاط و استقرار و ثبات و نعم أو أنعام لا تحصى جاء بتدبير رب كل شيء متاعا لنا... هل يتأتى هذا إلا من خالق واحد كريم يملك بين يديه مقادير و أقدار كل شيء.. ـ هل هناك من يدعى أن الله القادر على كل هذا الخلق و التدبير لا يقدر أن يعيد خلق هذا الجسد الضئيل و ينشأه مرة أخرى...

ما ترشد إليه سورة النازعات: سورةٌ النازعات سورة مكيةٌ مثيرةٌ بحركتها الموسيقية، في معانيها المتحركة، التي تكاد تلهث في ملاحقتها، في ما توحي به كلمات: النازعات، والناشطات، والسابحات، والسابقات، والمدبّرات. فهناك حركةٌ دائبة تتنوّع ذات اليمين وذات الشمال، في الامتدادات وفي حيويّة إثارة القوّة والنشاط والتدبير الذي يحرّك الواقع. ويفاجئك الحديث عن يوم القيامة في رجفة الحركة، ووجيف القلوب، وخشوع الأبصار، والاستغراق في الحفرة التي يردّ الناس إليها، ثم يخرجون منها. ويثير هؤلاء المنكرون للقيامة السؤال، ويأتيهم التأكيد بأن المسألة لا تحتاج إلا إلى زجرةٍ واحدةٍ، ليواجهوا الموقف العظيم.. ويدخل في مقارنة بين حجم الإنسان وحجم الكون في سماء الله التي بناها وجعلها في حركتها تنتج الليل والنهار، وفي أرضه التي دحاها وفجّر منها الينابيع ومنحها حياة النموّ الذي يملأها بالخضرة، وفي جبالها التي تثبت مواقعها وتمنعها من الاهتزاز. فهل يثبت الإنسان أمام هذه المقارنة؟ وكيف ينظر إلى حجمه ليستعلي على ربّه الذي تخشع له السماء والأرض؟ ولكن، إلى أين أيّها الإنسان؟ فمهما امتدت بك الحياة، فسوف تأتي الطامّة الكبرى التي لا تملك لنفسك فيها الخلاص الذاتي إلا من خلال عملك، فإذا كنت ممن يخاف «مقام ربه»، ويسير في خطّ هداه، وينهى نفسه «عن الهوى»، فستكون الجنة مأواك، وأمّا إذا كنت من الطغاة الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، فإنّ الجحيم هي مستقرك. وتلك هي الحقيقة التي لا بدّ أن يؤمنوا بها. وليست المشكلة مشكلة توقيتها لتدخل في جدلٍ عقيم حولها من هذه الجهة، بل القضية التي تتحمل مسؤوليتها هي أن تنذر الناس من عذاب يوم القيامة، الذي مهما تأخر، فإنه ينتهي إلى الله سبحانه وتعالى.

السبيل إلى المثابرة: 1.الهدف الواضح: ولذلك يقول توم برادلي: (لا تستسلم أبدا، بأن تحافظ على تركيز ذهنك وأفكارك دائما على الهدف). 2.فريق المثابرة:فأنت تحتاج في طريق نجاحك إلى صحبة خير تأخذ بيدك نحو النجاح، وتساعدك على السير فيه. 3.اطرد الكسل بالعمل:فإن أعظم ما يبني المثابرة في النفس متابعة العمل والاستمرار فيه، فكما يقول الدكتور عبد الكريم بكار: (نحن بحاجة ماسة إلى خلق المتابعة، وخلق الاستمرار في الأعمال الإيجابية، فالإنسان كالماء إذا ركد فسد)، ولذلك فعليك أن تلزم نفسك بمجموعة من الأعمال حتى تتعود النفس على المثابرة والإصرار ومتابعة العمل وإتقانه وهي: - الزم نفسك بمهمات يومية على صعيد العبادة والقراءة وإنجاز بعض الأعمال النافعة، وحاول أن تجعل تلك الأعمال ضمن طاقاتك وقدراتك، واحذر من الإكثار؛ حتى لا تصاب بالملل، وتجد في نفسك سببا للانقطاع عنها، فكما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل). - قاوم وساوس الشيطان لك بالانقطاع عن العمل وجاهد نفسك في ذلك. - ألزم نفسك بقضاء ما يفوتك من تلك العبادات والأعمال النافعة التي ألزمت بها نفسك. - رتب على نفسك بعض العقوبات الشخصية حين تقصر في أداء ما ألزمت به نفسك. - اقرأ في تراجم بعض الذين حققوا الإنجازات الكبيرة في الحياة لتتعلم منهم كيف ارتقوا إلى القمة. 4.وأخيرا لا تنس الدعاء والتوكل على الله تبارك وتعالى أن يثبتك على سبيل نجاحك ودرب تميزك.

مظاهر العجز و الكسل في حياة بعض الشباب الغافل: ـ أن يسمع المرء نداء المؤذن للصلاة و يتشاغل عن الإجابة بنوم أو كلام أو عمل غير ضروري حتى يكاد يخرج وقت الصلاة, ثم يقوم فيصلي منفرداً في آخر وقت الصلاة. ـ أن يقضي المرء الساعة و الساعات على مقاعد المقاهي و كراسي المتنزهات أو متجولاً في الشوارع و الأسواق و لديه أعمال تتطلب الإنجاز فلا ينجزها. ـ أن يترك المرء العمل النافع كتعلم العلم أو غراسة الأراضي أو عمارة المنازل و بناء الدور, و ما إلى ذلك من الأعمال النافعة في الدنيا و الآخرة, يتركها بدعوى أنه كبير السن, و أنه غير أهل لهذا العمل, أو أن هذا العمل يتطلب وقتاً واسعاً و زمناً طويلاً, و يترك الأيام تمر و الأعوام تمضي, و لا يعمل عملاً ينتفع به في دنياه أو أخراه. ـ أن يعرض له باب من أبواب البر و الخير كفرصة الحج و هو قادر عليه فلم يحج أوإغاثة لهفان و هو قادر على اغاثته فلم يغثه أو كفرصة دخول شهر رمضان فلم يغتنم لياليه بالقيام أو كوجود أبوين عاجزين أو أحدهما و هو قادر على برهما و صلتهما و الإحسان إليهما و لم يبرهما و لم يحسن إليهما عجزاً و كسلاً, أو شحاً و بخلاً, أو عقوقاً. ـ أن يقيم المرء بدار ذل أو هوان, و لم يطلب له عجزاً أو كسلاً داراً أخرى يحفظ فيها دينه, و يصون فيها شرفه و كرامته.

العجز والكسل: المسلم لا يعجز و لا يكسل, بل يحزم و ينشط, و يعمل و يحرص, إذ العجز و الكسل خلقان ذميمان استعاذ منهما رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فكثيراً ما كان يقول: (اللهم اني أعوذ بك من العجز و الكسل, و الجبن و الهرم و البخل). و أوصى بالعمل و الحرص فقال: (احرص على ما ينفعك, و استعن بالله و لا تعجز, و إذا أصابك شئ فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا, و لكن قل: قدر الله و ما شاء فعل, فإن لو تفتح عمل الشيطان). فلهذا لا يرى المسلم عاجزاً و لا كسولاً, كما لا يرى جباناً و لا بخيلاً, و كيف يقعد عن العمل أو يترك الحرص على ما ينفعه, و هو مؤمن بنظام الأسباب, و قانون السنن في الكون؟. و لم يتكاسل المسلم و هو يؤمن بدعوة الله إلى المسابقة في قوله : (سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السموات و الأرض) <الحديد:21> و يأمره بالمنافسة في قوله: (و في ذلك فليتنافس المتنافسون) (المطففين:26). و لم يجبن المسلم أو يحجم, و قد أيقن بالقضاء, و آمن بالقدر, و علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه, و أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه بحال من الأحوال. و لم يقعد المسلم عن العمل النافع و هو يسمع هاتف القرآن به : (و ما يفعلوا من خير فلن يكفروه) ( و ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً و أعظم أجراً).

النصائح والوصايا التي أقدمها لهؤلاء لعلّها تكون سبباً في بعثهم على العمل والنشاط، وطرد الكسل: ـ الوصية الأولى ـ وهي أمّ هذه الوصايا، و وأساسها ـ: توكّل على الله ـ عزّ وجلّ ـ، قال تعالى: { ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره.. } [الطلاق: 3]، وحقيقة التوكّل: تعلّق القلب بالله، وتفويض الأمور إليه، وعدم الالتفات إلى غيره كائناً من كان، مع بذل الأسباب المشروعة. ـ الوصية الثانية: نم مبكراً لتستيقظ مبكّراً، فإنّ أرزاق العباد تقسّم في أوّل النهار، لما رُوي في الحديث: " بورك لأمتي في بكورها"، إلا أنّ معناه صحيح تشهد له نصوص الشريعة. وكثير من الشباب ينام متأخّراً، فلا يستيقظ إلا متأخّراً، وقد طارت الطيور بأرزاقها كما يقال. وإنّك لن تجد ناجحاً ينام بعد صلاة الفجر. ـ الوصية الثالثة: لا بدّ من التفكير والدراسة والتخطيط والاستشارة قبل الإقدام على أيّ عمل أو وظيفة، اختصاراً للوقت، وحفاظاً على الجهد والمال، وانتفاعاً بتجارب الآخرين وخبراتهم. وغالب الشباب تنقصهم الخبرة والدراية، مع غلبة الاندفاع والحماس، والنتيجة في الغالب هي التهوّر والخسارة. ـ الوصيّة الرابعة: عليك بالاستخارة الشرعية فهي من أعظم أسباب تقدير الأمور وتيسيرها ومباركتها، وحقيقتها تفويض الأمر كلّه لله سبحانه وتعالى، وطلب الخيرة منه. وهي إنّما تكون بعد التخطيط والاستشارة. ـ الوصيّة الخامسة: ارضَ بالقليل في بادىء الأمر، مع الجدّ والاجتهاد، والصبر والمصابرة والمثابرة، فإنّك لو تأمّلت سِيَر كبار التجّار والناجحين؛ لوجدت أنّ أكثرهم بدأ من الصفر، ورضي بأحقر الأعمال، حتى وصل إلى ما وصل إليه. ـ الوصية السادسة: طوّر نفسك، باكتساب مهارات جديدة، ومعارف نافعة، تؤهّلك للترقّي في سلّم النجاح، ولا تقنع بالدون، فتراوح في مكانك سنين طويلة، ويسبقك من جاء بعدك. ـ الوصيّة السابعة: كن باراً بوالديك، واصلاً لرحمك، فإنّ ذلك من أعظم أسباب التوفيق والنجاح، وسعة الرزق، وطول العمر، والبركة فيه، فلا تجد بارّاً واصلاً إلا وهو موفّق مبارَك، والعكس صحيح. ـ الوصيّة الثامنة: اجتنب المعاصي والذنوب، فإنّها من أسباب حرمان الرزق، وقلّة التوفيق والبركة. ـ الوصيّة التاسعة: ابتعد عن الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين، فإنّ دعوة المظلوم لا تردّ، وقد يدعو عليك بدعوة تحول بينك وبين التوفيق والنجاح طوال الحياة. ـ الوصيّة العاشرة: إيّاك والحسد، فإنّك لن تجد ناجحاً موفّقاً إلا وهو سليم القلب، محبّاً للخير لكلّ مسلم، وهذا لا يمنع من التنافس الشريف، للوصول إلى أفضل النتائج. ـ الوصيّة الحادية عشرة: استعن بالدعاء، فإنّ الأرزاق بيد الله ـ سبحانه ـ وهي لا تطلب إلا منه. ومن الأدعية المأثورة في ذلك: " اللهمّ اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك "،

المثابرة و ترك الكسل: هو المواظبة على خير الأفعال و الأقوال و ملازمتهما و ترك التغافل و التثاقل عما لا ينبغي التغافل و التثاقل عليه وقد قيل : إياك و الكسل و الضجر . فإنك إن كسلت لم تؤد حقا ، و إن ضجرت لم تصبر على الحق ، و لأن الفراغ يبطل الهيئات الانسانية ، فكل عضو ترك استعماله يبطل ، كالعين إذا عميت ، و اليد إذا عطلت . المثابرة تكون على خير الاقوال و الافعال ، و الاقوال قد تتعلق بالعبادات ، كما قد تتعلق بالمعاملات ، فمن العبادات ، الذكر و قراءة القرآن و الصلاة المفروضة و النافلة و الصوم الواجب و المسنون و الصدقة ... الخ ، و من المعاملات ، الاحسان و صدق الحديث و تقدير الناس و احترامهم و اجتناب أذيتهم . وترك الكسل ينقسم الى قسمان : * الاول : ترك كسل العقل في التفكير و التدبير و النظر في آلاء الله من ناحية ، و في تركه النظر الى ما يصلح شأن الانسان ، و من حوله من الدنيا التي فيها معاشه . * الثاني : ترك كسل البدن بما يشتمل عليه من الجوارح ، و ينجم عن هذا التكاسل تاخر الامم في مجالات النشاط المختلفة من زراعة و صناعة و غيرها .

1ـ "يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ" [آل عمران:114] 2ـ "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" [الأنبياء:90 ] 3ـ "أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" [المؤمنون: 61 ]، وقال تعالى بعد ذكره للعديد من الأنبياء: "وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ" [الأنبياء:73 ]. ما ترشد إليه هذه الآيات في موضوع المسارعة إلى الخيرات: 1ـ مدح الله تعالى المسارعين بالخيرات وبين أن عاقبتهم الفلاح في الدنيا والنعيم الذي لا يزول في الآخرة 2ـ المسارعة في الخيرات من أسباب استجابة الدعاء 3ـ المسارعة في الخيرات من صفات الموحدين الذين هم من خشية ربهم مشفقون.

آيات من القرآن تدعو إلى المسارعة في الخيرات وما لها من فضل: - (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )[البقرة 148] -ي(ُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ )[أل عمران 114] - (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [أل عمران 133] - (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة 100] - (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء 90] - (أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )[المؤمنون 61] - (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) [فاطر 32] - (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ )[الواقعة 10]

مبادرات الرسول(ص) ومسارعته للخيرات: لقد كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - صاحب المبادرات وإمام المسارعين للخيرات.. ومن يقرأُ سيرتَه يقف على الكثير من المبادرات لم يتوقف عنها في العهد المكي مع شدة وطأة الكفار وألوان المطاردة والحصار.. وها هو يدعو الخلق إلى الإسلام وهو محصورٌ في الشَّعب.. ويفتح الفرص لأصحابه للدعوة حتى ولو كان خارج إطارِ مكة.. والهجرتان إلى الحبشة نماذجُ عالية للمبادرة والدعوة.. أما دعوتُه العربَ - صلى الله عليه وسلم - في المواسم.. ثم ذهابه إلى الطائف لدعوة ثقيف فكلُّ ذلك أدلةٌ واضحة على قيمة المبادرة في السيرة ثم كانت الهجرة للمدينة وما استتبعها من جهادٍ ودعوة مرحلةً متميزةً في المبادرات النبوية. لقد بادر وحيَّد اليهود بمعاهداتٍ حتى نقضوها.. وبادر إلى بعث البعوث التعليمية والدعوية في المدينة وما جاورها، ومهما نزل بالمسلمين من مصائب وابتلاءات لهذه البعوث والمعارك فقد أدت هذه المبادراتُ دورَها وطار صيتُ الإسلام في أرض العرب كلَّها.. بل تجاوزت مبادراتُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أرض العربِ لتصل إلى أرض الروم وفارس يوم أن بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - الرُسل وكتب الكتب لملوك الأرض يدعوهم إلى الله ويشرحُ لهم الإسلام ولم ينس قريشاً إذ بادرها بالحديبية، وفتح مكة ودخل الناسُ في دين الله أفواجاً.

أمور تنبغي لمن عزم على السفرللعمرة: 1- ينبغي لمن نوى السفر أو غيره من العبادات أن يستحضر نية التقرب إلى الله تعالى في جميع أحواله، لتكون أقواله وأفعاله ونفقاته مقربة إلى الله تعالى. قال صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى متفق عليه . 2- وليحذر كل الحذر أن يقصد بعمرته الدنيا وحطامها، أو الرياء والسمعة والمفاخرة بذلك، فإن ذلك من أقبح المقاصد ومن الموجبات لحبوط العمل ورده وعدم قبوله وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( قال تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ) . 3- مما ينبغي له- أيضا- أن يتعلم ما يشرع له في عمرته، وأثناء سفره وإقامته من الأحكام والآداب، ويتفقه في ذلك، ويسأل أهل الذكر عما أشكل عليه ليكون على بصيرة من دينه، وليجتنب الوقوع في المحظور، أو التقصير في مشروع. 4- إذا عزم على السفر للعمرة- أو أي سفر آخر- فينبغي أن يوفر لأهله ما يحتاجون إليه من مؤونة ونحوها، حتى لا يحتاجوا إلى الناس وليذكر ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها فهي له صدقة ) متفق عليه. 5- وينبغي أن يوصيهم بتقوى الله: وهي فعل أوامره واجتناب نواهيه، رغبة ورهبة، فإن تقوى الله سبب لحصول كل خير والوقاية من كل شر في العاجلة والآجلة، وهي وصية الله للأولين والآخرين والمسافرين والمقيمين. 6- مما ينبغي له أيضا التوبة إلى الله من جميع الذنوب: فإن الله تعالى أمر جميع أهل الإيمان بالتوبة وحقيقة التوبة الاعتراف بالخطيئة، وتركها، والندم على ما مضى منها، والعزيمة على عدم الرجوع إليها. 7- ينبغي كذلك أن يهيئ لعمرته نفقة طيبة من مال حلال لا شبهة فيه: فإن أكل الحلال يصلح القلب، وينشط على الطاعة، ويكون من أسباب وجل القلب وخوفه من الله

الحكمة من تشريع العمرة: المقصود من تشريع العمرة أن يحضر المسلمون منافع لهم أي يحصلوها وإقامة ذكرالله عزوجل في تلك البقاع التي عظمها سبحانه وشرفها وجعل زيارتها على الوجه الذي شرعه من تعظيم حرماته وشعائر دينه، وذلك خير لصاحبه في العاجلة والآجلة، وأمارة على تقوى القلوب، التي - جعل الله لأهلها البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة وذلك من أعظم المنافع. وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) . ومن المنافع العظيمة: أن الحج و العمرة اجتماع عام للمسلمين يلتقون فيه من شتى أقطارالأرض، يكون من أسباب جمع كلمتهم ووحدة صفهم، وإصلاح ذات بينهم، وتقوية أواصرالمودة والإخاء فيما بينهم، مع ما يحصل فيه من التفقه في الدين والتعاون على مصالح الدنيا، وقيام كل شخص وطائفة بما يجب عليه نحوإخوانه مع الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والصبر والمرحمة، والتفاهم في القضايا المهمة والحوادث المستجدة وتحصيل مارتب الله على القيام بهذه الطاعات من الأجورالعظيمة.

قال الرسول(ص):((والصلاة نور، والصدقة برهان)) أخرجه مسلم. فضل الصلاة وأهميتها في حياة المسلم: تشتمل الصلاة على أسمى معانى العبودية و الالتجاء الى الله تعالى و الاستعانة به و التفويض اليه.. لها من الفضل و التأثير فى ربط الصلة بالله تعالى و التقرب اليه ما ليس لشئ آخر..بها وصل المخلصون المجاهدون فى هذه الأمة إلى مراتب عالية من الإيمان و اليقين. الصلاة نور في قلب المؤمن، ونور في وجهه، نور يهتدي به إلى الحق والهدى، نور يتقي به أسباب الشر والبلاء، الصلاة عون للمؤمن في كل ما يهمّه من أمور دينه ودنياه، يقول الله جل وعلا: (وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَـٰشِعِينَ ،ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُوا رَبّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رٰجِعُونَ) [البقرة:45-46]. بها يفرجون همومهم، وبها تذهب أحزانهم، وبها تنجلي همومهم، إنها اللحظات السعيدة التي يتمثل فيها المؤمن قائماً بين يدي رب العالمين، يشكو إلى الله بثه وحزنه ويلتجئ إليه، ويستنزل فضله ورحمته وإحسانه، تلك الصلاة تقوي إيمان المؤمن، وتقوي يقينه، وتقوي صلته بربه، تجعله دائماً على صلة بربه.إنها تطهرالقلب من كل بلاء، و تعينه على الشكر في الرخاء، وعلى الصبر في البلاء

1ـ خروج المسلمين وليس معهم من السلاح إلا السيوف، وقد ساقوا معهم الهدي (الذبائح). 2ـ تعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقوف قريش في وجه من قصد زيارة الكعبة، فقال: (أشيروا علي أيها الناس). 3ـ عقد الرسول(ص) العزم على الجهاد، ولكنه لم يرد الصدام مع قريش، فقال صلى الله عليه وسلم: (من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها) فقال رجل: أنايا رسول الله. فسلك بالمسلمين طريقًا غير الذي خرجت إليه جيوش المشركين 4ـ وبينما رَكْبُ الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يسير بأمر الله تعالى بركت الناقة التي يركبها الرسول صلى الله عليه وسلم في مكان قريب من مكة يسمى الحديبية. 5ـ قال عروة بن مسعود الثقفي عم الصحابي المغيرة ابن شعبة لكفار قريش: ما تَنخَّم (بصق)(محمد) نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلَّك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وما يحدُّون النظر إليه. 6ـ وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ليشرح لقريش ما يريده المسلمون، وإذا بالمشركين يعرضون على عثمان أن يطوف وحده بالبيت، ولكنه رفض أن يطوف وحده دون المسلمين. في العام السادس من الهجرة، وفي شهر ذي الحجة، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة متوجهًا إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة. 1ـ ليظهروا حسن نيتهم ويُعْلِموا أهل مكة أنهم جاءوا حاجين إلى البيت وزائرين له، ولم يأتوا لحرب أو قتال، بل لأداء العمرة. 2ـ أعظم مواقف الرسول(ص) في الشورى. 3ـ موقف للرسول(ص) في السلم. 4ـ قدرة الله تعالى وملازمة الوحي والعناية الالهية للرسول(ص). 5ـ تعظيم وطاعة الصحابة وكل المسلمين للرسول(ص). 6ـ تنفيذ الصحابي لأمر الرسول(ص) وقوة إيمانه

سوء الظن : هو الشك والتهمة ،من غير دليل ولا برهان .وأسبابه: - سوء النية - الحسد .- كثرة ملاحظة الناس - عدم تربية النشء على المبدأ الصحيح في الحكم على الأشياء والأشخاص . - المحيط والبيئة المعينة على تفشي هذه المشكلة - الوقوع في الشبهات سواء عن قصد أو عن غير قصد ، وعدم تبرير الوقوع في هذه الشبهة . أثره على الفرد : - الوقوع في الإثم والكذب " كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع " - القعود عن أعمال البر والاضطراب النفسي . - الحسرة والندامة والعقوبة . كما حصل لمن وقع في حادثة الإفك . أثره على الجماعة : - الفرقة وتمزيق الصف " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم " - عدم التمييز بين الحق والباطل ، وبين العدو والصديق . الحلول . - بناء العقيدة السليمة القائمة على حسن الظن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين . - ترك المعاصي وفعل الطاعات . - معاملة الناس بالظاهر وإيكال السرائر إلى الله . - تجنب الوقوع في الشبهات ، والحرص على دفعها إن حصلت . - الانشغال بعيوب النفس وإصلاحها وترك ملاحظة الناس " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " . - التربية على المنهج القرآني في قبول الآخبار والتثبت منها .

(الغيبة ـ البهت ـ النميمة ـ الصدق ـ القول الحسن ـ خفض الصوت ـ الستر ـ السخرية ـ التجسس ـ التأني ـ الأمل ـ العفو ـ الكتمان ـ التواضع ـ الحياء.) (عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس ـ القول المتأدب الجميل الخالي من الخشونة والشتم وسوء الأمر ـ نقل الكلام من شخص إلى آخر بغرض الإفساد ـ التَّثَبُّت والتمهُّل وعدم التعجُّل ـ ذكرك أخاك بما فيه مما يكره ـ الكلام بصورة هادئة دون جدال وصخب وصياح ـ البحث عن باطن أمور الناس ـ القول المطابق للواقع دون زيادة ومبالغة، ولا نقصان ـ ذكرالناس بما يحقّرهم ويستهين بهم بقول أو إشارة أو فعل ـ انشراح النفس في وقت الضيق والأزمات ـ التجاوز عن الذنب والخطأ، وترك العقاب عليه ـ حفظ الأسرار، وإخفاء ما لا يجب أن يعرفه الناس من الأمور الخاصة ـ ذكرك أخاك بما ليس فيه مما يكره ـ إخفاء ما يظهر من زلات الناس وعيوبهم ـ أن تخجل النفس من العيب والخطأ.) ؟ الأخلاق الحسنة: ـ الصدق:القول المطابق للواقع دون زيادة ومبالغة، ولا نقصان . ـ القول الحسن:القول المتأدب الجميل الخالي من الخشونة والشتم وسوء الأمر. ـ خفض الصوت:الكلام بصورة هادئة دون جدال وصخب وصياح. ـ الستر:إخفاء ما يظهر من زلات الناس وعيوبهم. ـ التأني : التَّثَبُّت والتمهُّل وعدم التعجُّل. ـ الأمل: انشراح النفس في وقت الضيق والأزمات. ـ العفو:التجاوز عن الذنب والخطأ، وترك العقاب عليه. ـ الكتمان:حفظ الأسرار، وإخفاء ما لا يجب أن يعرفه الناس من الأمور الخاصة. ـ التواضع:عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس. ـ الحياء: أن تخجل النفس من العيب والخطأ. الأخلاق القبيحة: ـ الغيبة : ذكرك أخاك بما فيه مما يكره. ـ البهت: ذكرك أخاك بما ليس فيه مما يكره. ـ النميمة: نقل الكلام من شخص إلى آخر بغرض الإفساد. ـ السخرية:ذكرالناس بما يحقّرهم ويستهين بهم بقول أو إشارة أو فعل . ـ التجسس:البحث عن باطن أمور الناس.

أهمية الأخلاق الفاضلة في حياة الفرد المسلم : جعل الله -سبحانه- الأخلاق الفاضلة سببًا للوصول إلى درجات الجنة العالية، يقول الله -تعالى-: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 133-134]. وأمرنا الله بمحاسن الأخلاق، فقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا بالذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]. وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التحلي بمكارم الأخلاق، فقال: (اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالقِ الناسَ بخُلُق حَسَن) [الترمذي]. فعلى المسلم أن يتجمل بحسن الأخلاق، وأن يكون قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أحسن الناس خلقًا، وكان خلقه القرآن، وبحسن الخلق يبلغ المسلم أعلى الدرجات، وأرفع المنازل، ويكتسب محبة الله ورسوله والمؤمنين، ويفوز برضا الله -سبحانه- وبدخول الجنة. .

تعرض سيدنا نوح عليه السلام للمساومة من طرف فئة كافرة من قومه: اندلع الصراع بين نوح ورؤساء قومه. ولجأ الذين كفروا إلى المساومة. قالوا لنوح: اسمع يا نوح. إذا أردت أن نؤمن لك فاطرد الذين آمنوا بك. إنهم ضعفاء وفقراء، ونحن سادة القوم وأغنياؤهم.. ويستحيل أن تضمنا دعوة واحدة مع هؤلاء. فاستمع نوح إلى كفار قومه وأدرك أنهم يعاندون، ورغم ذلك كان طيبا في رده. أفهم قومه أنه لا يستطيع أن يطرد المؤمنين، لأنهم أولا ليسوا ضيوفه، إنما هم ضيوف الله.. وليست الرحمة بيته الذي يدخل فيه من يشاء أو يطرد منه من يشاء، إنما الرحمة بيت الله الذي يستقبل فيه من يشاء. قال تعالى في سورة هود: ((قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (30)

Cl2

So2

في العصر الحديث حصل تطور ملحوظ في مسار الحركة الفكرية والأدبية، بسبب الاحتكاك بحركات التجديد العالمية – الأوروبية – والأمريكية بصورة خاصة. مر الشعر والنثر في العصر الحديث بثلاث مراحل: وكانت انطلاقته الأولى من التراث القديم، يستمد منه ويسترشد به ويحاكيه، ومثال على ذلك ما أنتجه بعض الشعراء والكتاب في أوائل القرن العشرين أمثال: محمود سامي البارودي، أحمد شوقي، حافظ ابراهيم. وكانت المرحلة الثانية تمثل الاتجاهات الحديثة للشعر في الغرب متأثرة بما ساد النهضة الأدبية الغربية، ومثل هذا الدور خليل مطران ومن حذا حذوه من شعراء وأدباء المهجر مثل جبران خليل جبران، نسيب عريضة، الياس فرحات، ميخائيل نعيمة وغيرهم. والمرحلة الثالثة تبدو فيها محاولة التحرر من القديم، ومايسوده من قيود الوزن والقافية وتعدد أغراض القصيدة، هذا في الشعر أما في النثر فقد فتحت أمامه أبواب الثقافات الأجنبية المختلفة، وحصل تفاعل بين الثقافة العربية والثقافة العالمية، وانعكس ذلك على الفكر العربي، ونال منه الشيء الكثير، فقد تعددت فنونه، وتنوعت مواضيعه من مقالة وقصة، ورواية ومسرحية، وحصل تطور في أسلوب النثر، وبرزت جماعة أثرت في تطوير أسلوب النثر في الأدب العربي أمثال: رفاعة الطهطاوي، والمنفلوطي، والرفاعي، وطه حسين والعقاد. وظهرت في الأدب العربي فنون جديدة ارتبطت بحركة الترجمة والتعريب وخاصة ظهور الروايات الأدبية، والقصص، والمسرحيات، وكان منها المترجم والمؤلف، ومن أبرز من أثر في الرواية العربية القصة القصيرة، توفيق الحكيم، ويوسف ادريس، ويحي حقي وغيرهم.

في العصر العباسي انتقل مركز الحكم من دمشق الى بغداد في العراق، وفي هذا العصر نشطت الحياة الفكرية العلمية والأدبية، وتوافرت أسباب وعوامل التقدم الحضاري، وسمي ذلك العصر بالعصر الذهبي. استمر العباسيون ينظمون في الأغراض الشعرية القديمة – أي الجاهلية والاسلامية-، ولكن بما يتلاءم مع حياتهم وأذواقهم، وبيئتهم وحياتهم الجديدة، وهناك من اعترض على بعض الأغراض القديمة، كالوقوف على الأطلال، ورأى فيها تقوقعا وشيء لا يتلاءم مع العصر. وفي هذا العصر ظهرت أغراض جديدة لم تكن من قبل، مثل: الغزل الفاضح، والشعر الخمري – شعر وصف الخمرة والتغني بها – وشعر الزهد، والشعر الفلسفي وغير ذلك وفي العصر العباسي نشطت حركة النثر بما يتلاءم والنهضة الحضارية واستخدم النثر في مجالات كثيرة كالموسوعات الأدبية، والسياسية والاجتماعية والتاريخية والعلمية، وفي هذا العصر وضعت قواعد البلاغة. وفي الأندلس نشأ الأدب العربي وكان باتصال مستمر مع تطور الأدب العربي العباسي.

يطلق على الأدب العربي الذي نشأ في الجزيرة العربية قبل الاسلام بالأدب العربي الجاهلي، وقد كان ذلك الأدب صورة حية لحياة العرب، موضحا ألوان حياتهم وممارستهم العملية البسيطة والخالية من التعقيد، حيث البيئة الصحراوية التي تميزت بقسوة الحياة، وتصادم المصالح بين ساكنيها. وقف الشاعر الجاهلي على الأطلال، وصور بيئته التي تجول فيها في أشعاره التي وصلت الى درجة عالية من الاتقان والرقي. ومن أغراض ذلك الشعر: الوقوف على الأطلال، وبهذا الغرض اعتاد الشاعر الجاهلي أن يبدأ به قصيدته على العموم ثم الحماسة والفخر والغزل والمدح والرثاء، والوصف. القسم الثاني من الأدب الجاهلي هو النثر، الذي قام على الخطابة، والحكم والوصايا والأمثال، ولكن الشعر طغى على النثر في ذلك العصر لقلة الحاجة الى ذلك النثر بسبب عدم الحاجة الى الكتابة في ذلك العصر. امتاز الأدب الجاهلي بالسهولة والبساطة والرتابة والصدق، والعاطفية، قامت القصيدة الجاهلية على وحدة البيت والوزن الواحد، وتعدد الأغراض، وكان للبيئة الأثر العظيم في ايحاء الموضوعات للشاعر.

كل ما أنتجه أصحاب القلم (شعر أو نثر) من صور الكلام التي تعبر عن العاطفة، او سحر الطبيعة بطريقة تثير في نفس القارئ، أو السامع هزة مصدرها جمال التصوير وحسن التعبير وروعة الخيال. أما تاريخ الأدب، فانه دراسة توضح الأطوار التي مر بها الأدب. وما كان عليه أسلوبه من قوة أو ضعف، أو رقي أو انحطاط، تاريخ الأدب يستشف من الأدب نفسه، ويعتمد عليه. الأدب شيء هام وحيوي، بالنسبة للفرد والجماعة، فهو يمد الانسان بطاقات وشحنات تمس وجدانه ومشاعره، واحساسه فتحدث فيه نشاطا وقدرة، وطاقة على التعبير، وفقا لميوله ورغباته. يعمل الأدب على ايقاظ الروح العربية والقومية باستمرار، والأدب دوما مهمته التعبير عن وجدان الشعوب، وهو ترجمة لمعالم النهضة والتطور، وهو دليل المستوى الذي تبلغه الأمة من عزة ورفعة، وهو أفضل أداة لصون التراث: من قيم وشيم، ومثل عليا، وما حفل به الماضي من أمجاد. الأدب أداة لبناء القيم وتنميتها والمحافظة على الأصيل منها. ان رسالة الأدب قديما ولا تزال محصورة في الدفاع عن المبادئ والقيم، والأهداف السامية، وهذه الرسالة هي: الخير، والحق والجمال، ومواضيعه تسمو بالانسان، وتصله بالخير وترفعه عاليا. الأدب وسيلة تحرك ارادة الشعوب، كما هو وسيلة لتربية الذوق الفني والجمالي لدى الطلاب. الأدب وسيلة تساعد على سلامة اللغة والأسلوب عند الطلاب .

تتمثل علاقة الإسلام بالرسالات السماوية السابقة في كونها علاقة تكامل وتجديد وتصديق وتصحيح لما طرأ عليها من تحريف فالرسالات كلها تدعوا لتوحيد الله في ألوهيته وربوبيته،كما أن مصدرها واحد هو الوحي الإلهي والإسلام ميراث الأنبياء جميعا ,أنهم إخوة مجمعون على اتباع الحق وهذا ما يدل على تكاملها ،والإسلام جاء مجددا لما أوحاه الله لأول نبي قال تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا ِيهِ}الشورى13 قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25. كما أن الإسلام جاء ليصدق ما جاءت به النصرانية واليهودية وجميع الرسالات وأنها من عند الله قال تعالى: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة 136 إضافة إلى هذا فالإسلام صحح ما طرأ على الرسالات السابقة من تحريف من طرف أتباعها وردها إلى أصلها وهو الإسلام قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَم}آل عمران19 وقال أيضا: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ }المائدة48 ، وفوق كل هذا فمجيء الإسلام نسخ كل الرسالات وألغى جميع ما فيها من تشريع حتى ولو كانت صحيحة، فلا دين مقبول ولا تشريع يعبد به الله إلا الإســـــلام قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَم}آل عمران 19، وقال أيضا: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85 **ولما كان الإسلام هو الرسالة الخاتمة إلى البشرية جـــــــمعاء فـــقــــد تولـــــى الله حــــــــــــــــفظه قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر9، إلى جانب اتصافه ببعض الخصائص لم تكن في الشرائع السابقة(الشمولية، العالمية،الواقعية.) جعلته شريعة تتسم بالمرونة والتطور لتتناسب مع جميع الأزمنة والأمكنة أرست دعائم الحضارة المتجددة التي تتلهف البشرية إليها