0
0
تتمثل علاقة الإسلام بالرسالات السماوية السابقة في كونها علاقة تكامل وتجديد وتصديق وتصحيح لما طرأ عليها من تحريف
فالرسالات كلها تدعوا لتوحيد الله في ألوهيته وربوبيته،كما أن مصدرها واحد هو الوحي الإلهي والإسلام ميراث الأنبياء جميعا ,أنهم إخوة مجمعون على اتباع الحق وهذا ما يدل على تكاملها ،والإسلام جاء مجددا لما أوحاه الله لأول نبي قال تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا ِيهِ}الشورى13 قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25.
كما أن الإسلام جاء ليصدق ما جاءت به النصرانية واليهودية وجميع الرسالات وأنها من عند الله قال تعالى: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة 136 إضافة إلى هذا فالإسلام صحح ما طرأ على الرسالات السابقة من تحريف من طرف أتباعها وردها إلى أصلها وهو الإسلام قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَم}آل عمران19 وقال أيضا: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ }المائدة48 ، وفوق كل هذا فمجيء الإسلام نسخ كل الرسالات وألغى جميع ما فيها من تشريع حتى ولو كانت صحيحة، فلا دين مقبول ولا تشريع يعبد به الله إلا الإســـــلام قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَم}آل عمران 19، وقال أيضا: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85
**ولما كان الإسلام هو الرسالة الخاتمة إلى البشرية جـــــــمعاء فـــقــــد تولـــــى الله حــــــــــــــــفظه قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر9، إلى جانب اتصافه ببعض الخصائص لم تكن في الشرائع السابقة(الشمولية، العالمية،الواقعية.) جعلته شريعة تتسم بالمرونة والتطور لتتناسب مع جميع الأزمنة والأمكنة أرست دعائم الحضارة المتجددة التي تتلهف البشرية إليها