تنبع رفعة الإنسان من كون الإله سبحانه وتعالى وهبه عقلا ضمن له البقاء والتطور. ويتجلى هذا العقل في النطق والكلام، والحوار والاستدلال، والتأمل والفهم لمختلف جوانب الحياة الاجتماعية. قال تعالى : ( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار )(191) والإنسان بما له من عقل فإنه يمتلك القدرة الكاملة على التفكير ولكنه أحيانا لايدرك أهميته أول كيفيته . وقد تتوارى داخل الإنسان القدرة على التفكير بسبب الحفظ والتقليد الأعمى ومسايرةالحياة اليومية قال تعالى : ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا أولو كان آبائهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون )(170) وتتوقف عملية التفكير على استعمال العقل استعمالا حسنا طلبا للحقيقة الواضحة والدقيقة. إن اعتبار الإنسان نفسه مخلوقا مفكرا لا يضمن له التفكير إلا إذا وجه هذه القدرات التوجيه الصحيح الذي ينتج أفعالا وسلوكا تدل على تفكير فعال وناقد يرتبط بمجالات التجارب الإنسانية و بالممارسات اليومية. إن القدرة على التفكير تحدد شخصية الفرد، وتأثير الآخرين في حياته أيضا، وهي العملية العقلية التي تساعد على تطوره، وتسهم في تقدمه، وتقدم المجتمع على حد سواء.
السؤال : اقرأ النص و أرصد شبكة المفاهيم الواردة فيه ؟