0
0
مبادرات الرسول(ص) ومسارعته للخيرات:
لقد كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - صاحب المبادرات وإمام المسارعين للخيرات.. ومن يقرأُ سيرتَه يقف على الكثير من المبادرات لم يتوقف عنها في العهد المكي مع شدة وطأة الكفار وألوان المطاردة والحصار.. وها هو يدعو الخلق إلى الإسلام وهو محصورٌ في الشَّعب.. ويفتح الفرص لأصحابه للدعوة حتى ولو كان خارج إطارِ مكة.. والهجرتان إلى الحبشة نماذجُ عالية للمبادرة والدعوة.. أما دعوتُه العربَ - صلى الله عليه وسلم - في المواسم.. ثم ذهابه إلى الطائف لدعوة ثقيف فكلُّ ذلك أدلةٌ واضحة على قيمة المبادرة في السيرة ثم كانت الهجرة للمدينة وما استتبعها من جهادٍ ودعوة مرحلةً متميزةً في المبادرات النبوية. لقد بادر وحيَّد اليهود بمعاهداتٍ حتى نقضوها.. وبادر إلى بعث البعوث التعليمية والدعوية في المدينة وما جاورها، ومهما نزل بالمسلمين من مصائب وابتلاءات لهذه البعوث والمعارك فقد أدت هذه المبادراتُ دورَها وطار صيتُ الإسلام في أرض العرب كلَّها.. بل تجاوزت مبادراتُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أرض العربِ لتصل إلى أرض الروم وفارس يوم أن بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - الرُسل وكتب الكتب لملوك الأرض يدعوهم إلى الله ويشرحُ لهم الإسلام ولم ينس قريشاً إذ بادرها بالحديبية، وفتح مكة ودخل الناسُ في دين الله أفواجاً.