0
0
من الأحداث العظيمة في التاريخ الاسلامي بعد صلح الحديبية فتح مكة:
ااستمرت نتائج صلح الحديبية الذي عُـقد بين النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقريش في سنة 6 هـ تتفاعل لصالح النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )، فانضمّـت قبيلة خزاعة إلى معسكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )، وانضمّت قبيلة كنانة إلى معسكر قريش، فاصبح هناك حلفان خلال فترة الصلح والسلام.
وأخذ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه يتجهّزون لقتال كفّار مكة حتى بلغ تعدادهم عشرة آلاف مقاتل. وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يخطط لئلا يقع القتال بينه وبين قريش في داخل مكة لأنها حرم الله الآمن، وفي الثاني من شهر رمضان سنة 10 هـ توجّه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجيشه نحو مكة، وقاموا بتطويقها واشعال النيران في الصحراء على مقربة منها، مما أثار الرعب في نفوس الطغاة وعلى رأسهم أبو سفيان.
واخيراً استسلم أبو سفيان للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونطق بالشهادتين خوفاً ورعباً وأمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) العباس بن عبد المطلب أن يقف بأبي سفيان حيث تمر جنود الله ليرى بعينه عظمة الإسلام، فيقول أبو سفيان للعباس: ( لقد اصبح ملك ابن أخيك عظيماً ) فيرد عليه العباس: ( ويحك إنها النبوة ).
وهكذا تحقق النصر الكبير ودخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مكة المكرمة فاتحاً منتصراً من غير قتال، ولا سفك دماء، متواضعاً مستغفراً مسبحاً بحمد ربه، قال عزوجل: ( اذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً * فسبح بحمد ربك واستغفره إنّه كان توّابا ) سورة النصر