0
0
أذِن الله -تعالى- للنَّبي -صلى الله عليه وسلَّم- وصحابته الكرام بالهجرة من مكة المُكرَّمة إلى المدينة المنورة لعدة أسباب، كان من أبرزها:
ما قام به المشركين في مكة المكرمة من إيذاء النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- وصحابته الكرام، ومحاولة منع انتشار الإسلام، بتعذيب من يدخله من المُسلمين، حتّى وصل بهم الأمر إلى محاولة قتل النبي -صلى الله عليه وسلَّم- فكانت الهجرة فرصةً في الخلاص من بطش الأعداء. تحقيق مقصد الشريعة المُتمَثِّل بتحقيق حفظ النفس، وكان ذلك بعد سنين من مجاهدة النفس والصّبر على أذى مشركي قريش قبل مجيء الإذْن بالهجرة.
التقاء النّبي -صلَى الله عليه وسلّم- بأهل يثرب في بيعة العقبة الأُولى والثانية، فكان منهم أن عاهدوا النبي -صلى الله عليه وسلم- على نُصرته وحمايته، مما جعل من المدينة مكاناً ملائماً للهجرة إليها.
دخول الإسلام في مرحلة التطبيق، التي تهدف إلى تحويل الإسلام إلى الواقع التطبيقي المُعاش، وتحقيق الأمان للمُسلمين، بعد السنوات التي عانوا فيها من الظُلم والحصار، فكانت في المدينة السرايا والغزوات الساعية لفرض وجود الإسلام واستقلاليته. كان بالهجرة الخروج من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة التّمكين؛ لتحقيق أهداف الدعوة الإسلامية، ودخول الناس في دين الإسلام أفواجاً بعد تمكُّن المُسلمين من دعوة جميع الناس، ومن ذلك إرسال الرسائل إلى ملوك المناطق المجاورة للمسلمين كالمقوقس عظيم القبط، والنجاشي ملك الحبشة.